وليد فاروق (دبي)

اعتبر خالد درويش، نجم الوصل السابق، أن تراجع مستوى ونتائج «الإمبراطور» على مستوى البطولات، التي شارك فيها محلياً وخارجياً، وتقهقر ترتيبه إلى المركز العاشر، نتيجة طبيعة للظروف التي تعرض لها الفريق بدايةً من الاستغناء عن الأرجنتيني رودولفو أروابارينا بنهاية الموسم الماضي، وهبوط مستوى معظم اللاعبين، وعدم ظهور المحترفين الأجانب بالمستويات المعهودة منهم، علاوةً على عدم وجود تدعيمات قوية تسد احتياجات الفريق الفنية، وبعد فترة سابقة شهدت تألق «الإمبراطور» على مدار موسمين متتاليين، وبالتالي فإن هذا التراجع يعد طبيعياً.
ويعد خالد درويش، نجم فريق الوصل السابق، أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي لـ«الفهود» خلال الفترة من 1998 وحتى 2011، ولعب درويش دوراً كبيراً في قيادة الفريق للفوز بثنائية الدوري والكأس عام 2007، ونال جائزة أحسن لاعب مواطن في هذا العام، وشارك مع المنتخب الوطني الذي فاز ببطولة كأس الخليج الـ 18، التي استضافتها العاصمة أبوظبي مطلع 2007، وشارك مع «الأبيض» في نهائيات كأس آسيا في فيتنام في العام نفسه.
وأشار درويش إلى أن حالة عدم «الاستقرار الفني» للوصل حدثت نتيجة تغيير أروابارينا في بداية الموسم، بعدما استوعب اللاعبون طريقته، وتعرف هو على إمكاناتهم وقدراتهم، وحدث انسجام كبير بينهم، ونجح في صنع «توليفة» قدمت مستويات متميزة على مدار موسمين، لم ينقصها خلالهما سوى تحقيق الألقاب، وهو ما أدى إلى هبوط «مفاجئ» لمعدل الأداء وانعكس على المستوى والنتائج بصفة عامة، مضيفاً أن في مثل هذه الظروف لا يمكن إلقاء اللوم على المحترفين الأجانب فقط، نظراً إلى أن هبوط المستوى كان له تأثيره على معظم اللاعبين.
وأوضح نجم الوصل السابق أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المدربين الذين قدموا عقب رحيل أروابارينا على تراجع النتائج والمستويات، ذلك لأن لكل مدرب أسلوبه وطريقته التي تحتاج إلى بعض الوقت للتأقلم عليها واستيعابها من قبل اللاعبين، لكن تلاحق المباريات وقصر الفاصل الزمني، وتراجع النتائج تكون دائماً عنصر ضغط «مضاعف» على اللاعبين والمدرب والفريق ككل.
واستطرد درويش: «نفس هذا الكلام ينطبق على الروماني لورينت ريجيكامب، لا يمكن لومه على النتائج التي تحققت تحت قيادته، هو تولى في منتصف الموسم، ولم يقد فترة إعداد ولم يختر اللاعبين، والفترة الماضية غير كافية للحكم عليه، وأنا أعلم أن الجماهير غاضبة، لكن يجب الصبر على الفريق، خاصةً أن مستويات معظم اللاعبين في الموسم المنقضي هبطت بنسبة حوالي من 50 إلى 60% من مستوياتهم المعروفة، ولهذا فإن على جميع اللاعبين مراجعة أنفسهم قبل الموسم الجديد، وأن يضع لنفسه هدفاً، وهو وضع مصلحة الوصل على رأس اهتماماته وأولوياته».
واعترف نجم الوصل السابق بأن الفريق يحتاج إلى كثير من التدعيمات في الموسم المقبل، من أجل تصحيح الصورة التي ظهر عليها في الموسم المنقضي، ومصالحة الجماهير الغاضبة، وقال: «من وجهة نظري المتواضعة فإن الفريق محتاج إلى التدعيم في جميع مراكزه، ليس تقليلاً من الموجودين ولكن بعدما عاني الفريق من كثرة الغيابات لظروف الإصابات والإيقافات، فلا بد من وجود أكثر من لاعب جاهز في نفس المركز».
وتابع: «كنت أعتبر الثنائي فابيو ليما وكايو كانيدو أفضل ثنائي محترفين أجانب في تاريخ الوصل، وكنت أتمنى استمرارهما معاً، صحيح أنهما لم يكونا في أفضل مستوياتهم في الموسم المنقضي، ولكنهما قدما مستويات هي الأفضل خلال السنوات الأربع الماضية، ولكن كايو فضل الرحيل، وطالما هي رغبته فإن بقاءه لم يكن سيفيد الفريق، أما عن باقي المحترفين الأجانب، فيجب أن يكون مستواهم دائماً أفضل من اللاعبين المواطنين وليس العكس، لكن الموجود منهم في هذا الموسم، لم يكن هناك فارق كبير بينهم وبين باقي اللاعبين المتراجع مستواهم أساساً».
ودافع خالد درويش عن فكرة المشاركة في أكثر من بطولة خارجية، من أجل الوصول إلى أكبر نسبة من المشاهدة للجماهير، سواء على المستوى القاري أو العربي، وكذلك المنافسة في البطولات التي يشارك فيها الفريق، وقال: «الوصل نادٍ كبير له تاريخ ومشاركته في أكثر من بطولة خارجية، مثل بطولة دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، وبطولة كأس الأندية العربية الأبطال أمر طبيعي، يستوجب أن تكون هناك تهيئة وتجهيز للفريق لخوض هذه البطولات والعدد الكبير من المباريات المحلية والخارجية التي ستترتب عليها، من خلال خوض برنامج إعداد قوي من بداية الموسم ومعسكر خارجي متميز، وتدعيم صفوف الفريق بمجموعة كبيرة من اللاعبين المتميزين، يساهمون في وجود «دكة قوية» تساعد المدير الفني على عملية «التدوير»، لأن هناك لاعبين لن يستطيعوا خوض كل المباريات بنفس المستوى».
وفي نفس الوقت، عبر خالد درويش عن دهشته من عدم ظهور لاعبين صغار من أبناء فرق المراحل السنية في الفريق الأول، رغم أن الوصل من أكثر الفرق إنتاجاً للمواهب الكروية الشابة، وقال: «باستثناء علي صالح وعلي سالمين، لم أر لاعباً بارزاً تم تصعيده للفريق الأول مؤخراً، رغم أن الوصل كان من أكثر الفرق تقديماً للموهوبين كل موسم، وكان يتم تصعيد 3 أو 4 لاعبين لكن منذ فترة طويلة لم أر لاعباً مميزاً».
وتابع: «كان من المفترض أن يكون لاعبون مثل راشد عيسى وماهر جاسم، ومن في جيلهما في فريق «الأحلام» مستمرين في صفوف الوصل حالياً، باعتبارهم أصحاب إمكانات فنية عالية، وبمرور الوقت اكتسبوا الخبرة، لكن من وقتهم لم يخرج من الوصل لاعبون يلفتوا الأنظار باستثناء صالح وسالمين، وأنا لا أتابع فرق المراحل السنية، لكن من المؤكد أنه لو كان هناك متميزون لكانوا نجحوا في فرض أنفسهم بقوة».
واعتبر خالد درويش أن المنافسة في دوري الخليج العربي، في الموسم المنقضي، تعد هي أقل منذ انطلاق دوري المحترفين، خاصةً بعدما انحصرت المنافسة على الصدارة بين 3 فرق منذ نهاية الدور الأول الأول وتراجع باقي الفرق، وانحصار المنافسة على الهبوط أيضاً على نفس العدد تقريباً من الفرق مبكراً، وبالتالي كانت الترشيحات معروفة ومتوقعة مبكرة، موجهاً تهنئته إلى فريق الشارقة على تتويجه باللقب، بعد جهد كبير بذله الفريق وإدارة النادي على مدار الموسم، لتحقيق هذا الإنجاز للمرة الأولى في عصر الاحتراف.
وأضاف أن نفس المستوى المتراجع، انعكس على عدم ظهور محترفين أجانب جدد بشكل مميز هذا الموسم، حيث لم يقدم القدامى منهم مستويات أفضل، ولم ينجح الجدد منهم على لفت الأنظار إليهم، أو تبوء وضع الصدارة ممن قبلهم، وأشار إلى أن هناك عدداً من اللاعبين المواطنين حرصوا على وضع أنفسهم في دائرة التألق من خلال جهودهم الواضحة والمؤثرة مع فرقهم، مشيراً إلى أن من أبرزهم علي مبخوت، مهاجم الجزيرة وهداف الدوري، وزميله في الفريق خلفان مبارك، ومعهم أيضاً ماجد حسن وعبد العزيز هيكل نجما فريق شباب الأهلي، وكذلك بندر الأحبابي نجم العين.
وحرص «مايسترو» الإمبراطور السابق على توجيه رسالة إلى جماهير الوصل «الوفية»، أكد فيها أنه يعلم قدر حزن الجماهير و«زعلهم» على مستوى الفريق ونتائجه في الموسم، مؤكداً أن مثل هذه الظروف تتعرض لها أكبر الفرق في العالم، وتحزن جماهيرها عليها، ولكنها لا تتخلى أبداً عنها، معبراً عن ثقته أن الجمهور نفسه هو القادر على الشد من أزر الفريق، وإخراجه من محنته الموسم المقبل، وقال: «جمهور الوصل غالٍ جداً علينا، حقهم يغضبون فهم سبب إنجازات الفريق السابقة على مدار تاريخه، ولهم الفضل فيها، وما حدث في الموسم الماضي أتمنى أن تكون صفحة وطويت، ونتطلع لفتح صفحة جديدة، بنظرة أكثر تفاؤل في المستقبل، يكون فيه الوصل قادراً على المنافسة في كل البطولات».